في زمن تتسارع فيه الخطوات وتتشابه فيه الملامح، يطل عمر إبراهيم محمود كصوت مختلف، يزاوج بين عالمين متباعدين ظاهريًا: التشكيل والرواية. فمن خلال ريشته، يرسم ملامح المدن والوجوه، ومن خلال قلمه، يروي حكايات لا تغيب عن الذاكرة.
عرفه جمهوره أولًا كفنان تشكيلي يحمل حساسية عالية تجاه التفاصيل. لوحاته ليست مجرد ألوان على سطح، بل انعكاس لعالم داخلي يموج بالمشاعر والأفكار. يلتقط اللحظة الصغيرة ويحوّلها إلى عمل فني يترك في النفس أثرًا طويل المدى.
غير أن شغف عمر لم يتوقف عند اللوحة، فكان الأدب امتدادًا طبيعيًا لعالمه الإبداعي. جاءت روايته “تحت سماء القاهرة” لتؤكد أنه كاتب يعرف كيف يُمسك بخيوط السرد ويغزل منها دراما إنسانية عميقة. الرواية لم تكتفِ بسرد قصة بطلها “جابر”، بل شكّلت مرآة لمدينة كاملة، بتاريخها وهمومها وأحلامها، لتضع القارئ أمام نص يجمع بين جمال اللغة وعمق الرؤية.
ما يميز عمر إبراهيم محمود أنه لا ينحاز لشكل فني واحد، بل يسعى دائمًا لفتح أبواب جديدة للتعبير. وبين الألوان والكلمات، يظل إيمانه واحدًا: أن الفن رسالة، وأن الإبداع الحقيقي هو الذي يترك أثرًا في وجدان الناس.